دور أيلة (العقبة ) في رواية الحديث النبوي الشريف حتى نهاية القرن الثالث الهجري
تعد مدينة العقبة الأردنية مركزا حضاريا واقتصاديا عبر التاريخ ، وازادادت أهميتها الأقتصادية بعد أعلانها " منطقة أقتصادية حرة " ، مما جعلها تكتسب نشاطا تجاريا وصناعيا ملحوظا .
إلا أن التركيز على أهمية العقبة الإ قتصادية قد ينسينا دورها الحضاري والفكري ، ولا شك إن الإرث الفكري للأمم هو رأس المال الحقيقي الذي يحتاج للتنمية والإستثمار ليواكب التطور الإقتصادي ، مما يخلق توازنا بين التطور المادي من جهة والحفاظ على الهوية والتراث من جهة أخرى .
إن دور العقبة الحضاري الإسلامي ضاربا في عمق التاريخ ، منذ أن سطرت كلمات
كتاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنذ أن وقعت معاهدة الصلح مع أهلها ، مرورا بنزول إمام المحدثين فيها _ الإمام محمد بن شهاب الزهري _ .
إن للعقبة تاريخا وتراثا صنعه أولئك الأيليون الأوائل من أمثال يونس وعقيل الأيليين .
وفي هذا البحث أحاول تسليط الضوء على دور العقبة الفكري الثقافي ولا سيما في
رواية الحديث النبوي الشريف ، مبينا العوامل التي أسهمت في إظهار العقبة كمدرسة حديثية متميزة كان لها الأثر البالغ في رواية الحديث الشريف وتدوينه.
وقد قسمت البحث إلى ثلاثة فصول :
الفصل الأول : وهو الفصل التمهيدي كان للتعريف بأيلة : التسمية - الموقع -
التاريخ - ولمحة عن الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية .
الفصل الثاني : مكانة أيلة في علم الحديث مبينا العوامل المؤثرة في مكانتها
وعلوم الحديث فيها .
الفصل الثالث : رواة الحديث في العقبة والتعريف بهم ودراسة أحوالهم وطبقاتهم
ودرجاتهم في علم الجرح والتعديل وأهم الإنتقادات الموجهة إليهم .
ونماذج من حديث الأيليين في الكتب الستة ، ثم الخاتمة وفي أهم النتائج التي توصلت إليها .