أثر المنهج الأصولي في التفسير (الإمام الشافعي أنموذجا)
يتناول البحث الكشف عن أثر المنهج الأصولي في التفسير عند الإمام الشافعي، الذي أبان عن كثرة المسائل التي تتشابك بين علم التفسير وعلم أصول الفقه، فما يعد عند المفسرين من أساليب التفسير وطرقه، يعد عند الأصوليين من القواعد الكلية في أصول الفقه، ومن ذلك حمل المجمل على المبين، وحمل المطلق على المقيد، والتعارض والترجيح، والقول بثبوت النسخ عقلا وشرعا.
وإنما قيدت الدراسة التطبيقية في هذا البحث بالإمام الشافعي لما لهذا الإمام الجليل من المكانة الرفيعة بين علماء الإسلام، فهو أحد الأئمة الأربعة المتبوعين، وهو اول من ألف في علم أصول الفقه، فجمعه في كتابه الرسالة بعد أن كانت مفردات هذا العلم متناثرة في الكتب، وكتابات الإمام الشافعي في مختلف الحديث، ودفعه التعارض عن مختلف القرآن وعلومه.
ومن أهم نتائج البحث: أثبت البحث مدى الاشتراك الكبير بين مباحث التفسير ومباحث أصول الفقه، وقد وقفت على على أربعة عشر أنموذج قرآني يجلي أثر المنهج الأصولي في التفسير عند الإمام الشافعي، وبيَّن البحث أن أثر علم أصول الفقه في علم التفسير عند الإمام الشافعي ظهر في ثلاثة مسالك: مسلك الجمع، ومسلك الترجيح، ومسلك النسخ، وأكَّد البحث على رصانة العلوم الشرعية التي في ذراها علم التفسير وعلم أصول الفقه.