​بسم الله الرحمن الرحيم

معركة الكرامة الخالدة

بقلم الدكتور: قاسم نواف البري

unknown soldier


 

الأيام الخوالد في تاريخ الأمم تبقى شواهد حية لقدرة الشعوب والأمم على النهوض ورسم تاريخها بصورته المشرقة الزاهية، ولمعركة الكرامة في نفوس أبناء الأسرة الأردنية الواحدة أعظم الذكرى والاعتزاز والفخار عندما سطر جيشنا العربي على ثرى غور الأردن الطاهر بدماء أبنائه الزكية أروع ملحمة بطولية تاريخية، وسجل أول نصر تاريخي على الجيش الإسرائيلي المتغطرس، وحطم أسطورته وغروره، إذ نقشت الكرامة الخالدة بطولة جنود الجيش العربي على صفحات التاريخ وعانقت به أمجاد أجدادنا السالفين في حطين واليرموك وعين جالوت

وانطلقت الهمة العربية من عقالها في تحرير الإرادة العربية وإعادة الثقة للجندي العربي والجيش العربي المصطفوي الذي حباه الله بقيادة جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه وارث رسالة الحرية والوحدة التي فجرها جده جلالة المغفور له الشريف الحسين بن علي رسالة الثور لعربية الكبرى التي جاءت لتخلص العرب من التبعية والظلم والاستبداد ويحمل أمانة الوفاء للرسالة التي قضى في سبيلها شهيداً جده المغفور له الملك عبدالله بن الحسين مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، وصانع استقلالها، وباني الجيش العربي، حصن الوطن، المدافع بكل أمانة ومسؤولية عن ثرى الأردن الطاهر الذائد عن حمى العروبة وقضايا الأمة العربية في كل زمان ومكان، ولقد قدم الجيش العربي عبر تاريخه المجيد أمثلة للتضحية والبطولة، فحق لنا أن نتباهى به قوةً وعزة موفورة الجانب، مثلما يحق له علينا أن نحيي صنائعه البيض، ومواقفه الكبيرة في الذود عن حياض الوطن وشرف الأمة

إن معركة الكرامة التي سطرها الجيش(جيشنا العربي)ستبقى درةً مشرقةً على جبين الأردن ورمزاً وطنياً على مر الأيام عندما التقى جمع الحق والإيمان بجمع الباطل المتغطرس المُعتدي، وكان لجندنا الأشاوس في يومها صولات وجولات ترددت لها جنبات الوادي المقدس تحكي قصة المجد المطرزة بزغاريد النشامى،تسابقهم أرواحهم حباً في الشهادة، وافتداءً للأرض، وصون الحمى

من أقوال المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال -رحمه الله تعالى -


 

king hossen

إن إسرائيل لديها المعدات والموارد ولكننا أيضاً نعلم أننا هنا نعيش، وهنا سنموت، وإذا قُدر لنا أن نموت فإننا سنحاول أن يكون الثمن غالياً

قبل المعركة

قام العدو الإسرائيلي بحشد أفضل قواته العسكرية المدربة والمجهزة بأحدث الأسلحة على ضفة نهر الأردن وقد ضاعفت من نشاطها في الكشف والاستطلاع والتصوير في المواقع الأمامية قرب نهر الأردن ومقابل غور الصافي

وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة ترصد المعلومات عن الحشود الإسرائيلية، وفي14/آذار/1968م أفادت المعلومات بأن العدو الإسرائيلي يقوم بحشد قواته على ضفة النهر واستطاعت قواتنا تحديد ساعة الصفر للهجوم حيث كانت الساعة 5:30 في يوم 21 /آذار ,وتم إشعار الوحدات الأمامية بذلك