تحليل إنتاج القمح في الأردن: دور ديناميكيات السكان، وتقلبات المناخ، والتوقعات القائمة وفق نظم المعلومات الجغرافية

شهد القمح الذي يُعد حجر الزاوية في الأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي في الأردن، تقلبات في ديناميكيات الإنتاج. ويُعزى هذا التقلب إلى النمو السكاني وتقلب المناخ والتكامل التدريجي للتقنيات الزراعية المتقدمة. ومع ازدياد عدد السكان، يزداد الطلب على القمح بشكل طبيعي، مما يضع ضغطًا متزايدًا على قدرات الإنتاج المحلية. هدفت هذه الدراسة إلى تحليل تأثير العوامل الديموغرافية والمناخية مثل هطول الأمطار ودرجات الحرارة العظمى والصغرى على إنتاج القمح في الأردن خلال الفترة من عام 1995 إلى عام 2022. وقد استُخدمت تقنيات نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وطرق التحليل الإحصائي، وتحديدًا الانحدار الموزون جغرافيًا (GWR)، لتحليل العلاقة بين إنتاج القمح والسكان على مدى فترات زمنية محددة. كشفت هذه الدراسة عن وجود علاقة عكسية مع معامل التحديد (R2 = ?0.56 و?0.78 و?0.89) للمناطق الشمالية والوسطى والجنوبية من الأردن على التوالي. تم استكشاف العلاقة المباشرة بين إنتاج القمح وهطول الأمطار ودرجة الحرارة، وخاصة في المناطق الجنوبية من الأردن (R2 = 0.63 و0.81) على التوالي. وبشكل عام، ساهمت الأمطار بنسبة 32.26% من التغيرات في إنتاج القمح، بينما ساهمت درجات الحرارة الدنيا بنسبة 30.74%. وكان تأثير درجات الحرارة العظمى أقل أهمية، حيث أوضح 13.24% من هذه التغيرات. وأكدت اختبارات GWR استقلالية هذه العوامل المناخية، مما يشير إلى التأثير المباشر لكل منها على إنتاج القمح. ومع ذلك، فقد شكل الانخفاض العام في إنتاج القمح من عام 1995 إلى عام 2022 ما يقرب من 34.19% من الإنتاج. توصي هذه الدراسة بإجراء المزيد من البحوث للتعمق في التفاعل بين النمو السكاني وتغير المناخ والممارسات الزراعية، ولاستكشاف إمكانية تطوير استراتيجيات مستدامة للتخفيف من انخفاض إنتاج القمح وضمان الأمن الغذائي في الأردن.