يوسف بكار ومنهجه في تحقيق التراث العربي الإسلامي
يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على جهود الأستاذ الدكتور يوسف بكار في دراسة التراث العربي الإسلامي، من خلال بيان منهجه وطريقة بحثه وأسلوبه العلمي في تحقيق هذا التراث ونقده، الممتد على صفحة تاريخنا العربي الإسلامي ببوصلته الحضارية من الشرق إلى الشرق؛ أي من بلاد العرب إلى بلاد فارس، بجامع أنّ هذين التراثين رافدان مهمان يصبّان في بحر الحضارة الإسلامية الزاخرة. وقد كانت للدكتور بكار إشراقات لامعة في مجال التحقيق يستنير بها المحققون في هذا الدرب، كدعوته إلى تحقيق ما هو قمين بالتحقيق، والابتعاد عن التحقيقات التجارية، والاعتناء بخدمة النص المُحقَّق خدمة كاملة من خلال الاهتمام بمكملات التحقيق من ضبط وشرح وتصويب وتعليق وتذييل، وعمل الفهارس العلمية والفنية كافة. وفي سبيل ذلك، تم الإشارة ?في المحور الأول من هذا البحث- إلى أمثلة عن منهجه في تحقيقاته من الكتب العربية التراثية من مثل تحقيقه لديوان شعر ربيعة الرقي، وأمثلة أخرى عن منهجه في نقد الكتب التراثية المحققة مثل كتاب الشعراء والشعراء لابن قتيبة، والعمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده لابن رشيق القيرواني ... وغيرها، بالإضافة إلى ذكر أمثلة عن منهجه في نقد محققي الكتب العربية التراثية، من مثل ما أبداه من ملاحظات نقدية على محقق كتاب "المصون في الأدب" لأبي أحمد العسكري. وسار الدكتور بكار ?في المحور الثاني من هذا البحث- على الخطى العلمية نفسها في تحقيقاته ونقده لكتب التراث الإسلامي عن الفارسية، كتحقيقه لكتاب "سير الملوك" للوزير نظام الملك الطوسي، وتحقيقه لرباعيات الخيام التي ترجمها إلى العربية الشاعر الأردني الكبير مصطفى وهبي التل (عرار). ولا يخفى أن المنهجية النقدية التي اتبعها الدكتور بكار في تحقيق التراث العربي الإسلامي ونقده تقوم على تمثل روح البحث العلمي، والتقصي المتأني، والنظرات الفاحصة، والإلمام الدقيق بجوانب الموضوع؛ وصولاً إلى الرأي الخاص المبني على الاستنباط العقلي، والاستقراء العلمي لجوانب الظاهرة المدروسة. وفي الختام، يرجو الباحثان أن يكون هذا البحث قد أدى ما عليه من بعض الحقوق تجاه هذا العالِم الكبير؛ لما له من إسهامات جليلة في خدمة تراثنا العربي الإسلامي، سواء في مجال التحقيق، أو الترجمة، أو النقد.
سنة النشـــر
2019