وأدار الافتتاح والندوة الدكتور خضر السرحان، رئيس قسم التاريخ بجامعة آل البيت، مبتدئا بالسلام الملكي، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الشاعر الدكتور إسماعيل همّوني من المملكة المغربية قصيدة شعرية عذبة مهداة إلى الأردن بمناسبة عيد الاستقلال، ثم قدم الدكتور خضر السرحان –رئيس قسم التاريخ كلمة ترحيبية بالمشاركين، ثم قدم الأستاذ الدكتور سعيد أبو خضر مندوب عطوفة الأستاذ رئيس الجامعة، كلمة ترحيبية، جاء فيها: "هذه الندوةُ هي احتفاءٌ بمكانةِ الأردنِ الفريدةِ في التاريخِ والثقافةِ والجغرافيا. فالأردنُ عبرَ القُرونِ، ظلَّ محطَ اهتمامِ الرحّالةِ والمُؤرخينَ والجَغرافيينَ من أنحاءِ العالم شَتّى: مِنَ الجَغرافيينَ الإغريقِ والرومانِ، إلى العلماءِ العربِ في العصورِ الوسطى، وصولاً إلى المُسْتشرِقينَ والرَّحّالةِ الأوروبيين في القرنِ التاسعِ عشر، وظلّتْ الأردنُّ أرضًا تُلْهِم وتثير الدَّهْشة، وُمفْتَرَق طُرُقٍ للحضارات، وسجلًا حيًا لتاريخِ البشرية، وأن ما يزيد من أهمية وخصوصية هذه الندوة تزامنها مع الذكرى التاسعةِ والسبعينَ لاستقلالِ وطنِنا العزيزِ ِ...وأن الاحتفاء بذكرى الاستقلال هو تذكير بأن قوَّة "الأردن" لا تنبعُ فقط من إنجازاتِهِ الحديثة، بل من إرْثِهِ المُتجذِّرِ في عمقِ التاريخِ —ذلك الإرثُ الذي حفظتْهُ النصوصُ والخرائطُ ووثائقُ الرحّالةِ على مرِّ العصور، وأن هذه الشهاداتُ التاريخيةُ تروي حكايةَ وطنٍ ظلَّ مَوطنًا للأنبياءْ، وملاذًا للحضاراتْ، ومكانًا لأُناسٍ صامدينَ نَسجوا على هذه الأرضِ قصصَ البقاءِ والهُويّة. وأشار في كلمته إلى أن هذه الندوة الدولية تجسد جوهرَ رؤيةِ جامعةِ آلِ البيتِ، ورسالتِها، وأهدافِها، وقيمِها، ولا سيما في تعزيز المسؤولية المجتمعية والإسهام في التنمية المستدامة وتعميق العلاقات المحلية والخارجية مع مؤسسات المجتمع المحلي والجامعات والمراكز العلمية العالمية لتبادل الخبرات...ورفع مندوبا عن عطوفة الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة، وباسم أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية والطلبة في الكلية، وباسم المشاركين في الندوة أسمى آياتِ التهنئةِ والمباركةِ لصاحبِ الجلالةِ الملكِ عبدِاللهِ الثاني ابنِ الحسينِ المعظم، ووليِّ عهدِهِ الأمين، بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال.

وبحضور أعضاء هيئة تدريس وطلبة من داخل الجامعة وخارجها، وبحضور الدكتور يونس الجمرة رئيس مؤسسة عين السلطان للدراسات والأبحاث، الذي سيتولى نشر الوراق العلمية، بعد تحكميها حسب الأصول، في مجلة ابن رشد العلمية المحكمة – قدّم سبعة عشر أستاذا من الدول العربية وأساتذة من الجامعات الأردنية ملخصات أوراقهم البحثية على مدار جلسة امتدت من الثامنة مساء إلى الحادية عشرة ليلا. وجاءت المشاركات على النحو الآتي: الأستاذ الدكتور ناصر عبد الرزاق الملا جاسم من جامعة الموصل / العراق، "أثر البعد التوراتي في تصوير الرحالة والمؤرخين الأوربيين للأردن في زمن الحروب الصليبية"، والأستاذ الدكتور نور الدين امعيط من جامعة السلطان مولاي سليمان / المغرب "المعالم الدينية المقدسة بالأردن بعيون الرحالة المغربي الشريف الادريسي"، والأستاذ الدكتور لخضر بو لطيف جامعة المسيلة / الجزائر" أيله والكرَك محطتان في طريق صاحب رحلة تاج المفرق.. ذكريات التاريخ وأطياف الجغرافيا"، والدكتور مهنا بلال الرشيد، عضو اتحاد الكتاب العربي / سورية، "النشاط البشري على ضفاف نهر الأردن"، والدكتورة إكرام البشير الجمل/جامعة مصراته / ليبيا "الأردن ومعالمها من خلال كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي"، ود. نادر بن عبد الستار من كلية 9 افريل / تونس "كتابات الرحالة و الجغرافيين في وصف قصر المشتي"، والدكتورة هناء عبد الكريم، جامعة عدن / اليمن "مدينة عجلون في عيون الرحالة ابن بطوطه"، والدكتور جمعان عبدالله الشهراني، الباحث في التاريخ الحديث والمعاصر من السعودية "قافلة حجاج شرقي الأردن كما رآها الرحالة خلال القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي"، والدكتور عبد اللطيف مشرف من جامعة ماردين آرتوكلو / تركيا "التغيرات الجيوسياسية في الأردن خلال العصر العثماني وتأثيرها على تصورات الرحالة والجغرافيين للمنطقة وحدودها"، والدكتورة هند فخري من جامعة الموصل / العراق "البتراء في كتابات جوهان لودفيج بيركهاردت وجدلية كشفها للعالم الغربي"، والأستاذ الدكتور محمد كنتاوي من جامعة أدرار - الجزائر والدكتورة. نسرين عطية / جامعة تمنراست – الجزائر "صورة أم قيس في عيون الشعراء الأردنيين: تراث و تاريخ وحضارة"، أ.م.د. عكاب يوسف جمعة من جامعة الموصل / العراق "أصل تسمية الأردن في المصادر اللغوية والجغرافية والتاريخية"، والأستاذ الدكتور فتحي سالم حميدي اللهيبي من جامعة الموصل / العراق "غور الأردن في منظور الجغرافيين والرحالة المسلمين: بين الواقع والمعرفة الجغرافية".

وقدم أساتذة من الجامعات الأردنية ملخصات أوراقهم، وهم الأستاذ الدكتور وليد العريض من جامعة اليرموك "الاردن في المصادر العثمانية"، والأستاذ الدكتور هايل مضفي البري من جامعة مؤتة "صورة الاردن في كتابات جون ماندفيل واليك كركبرايد"، الأستاذة الدكتورة أسماء جادالله خصاونة من جامعة جدارا و الدكتور خضر عيد السرحان من جامعة آل البيت "البلدان الأردنية في رحلة بيركهارت"، والدكتور عبد المجيد الحاج من جامعة آل البيت "رؤية ميشائيل سبايدل حول اهتمام الرومان ببناء طريق تراجان في منطقة الأردن (الولاية العربية) بعد سقوط مملكة الأنباط"

في ختام الندوة دار نقاش موسّع، وأشاد الحضور بما قدم في هذه الندوة من قضايا بحثية قيمة، وأهميتها العلمية في مجال الدراسات التاريخية، وإمكانية الاستفادة منها في مجالات معرفية أخرى.

وفي ختام الندوة، وجّه مندوب عطوفة الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة، كلمة شكر للمشاركين والحضور، راجياً انعقاد الندوة الدولية القادمة ضمن سلسلة الأردن في عيون الأكاديميين العرب، في رحاب جامعة آل البيت. داعيا الله - عز وجل – أن يحفظ الأردنُّ وطناً شامخًا، عزيزًا، حاضرًا في التاريخ، وراسخًا في وجدان أبنائه، ودوحَةَ أمنٍ ومانٍ، ونصيراً وسداً منيعا لأمَّتهِِ العربيةِ والإسلاميةِ، في ظلّ جلالة الملك المفدى عبدِ الله الثاني ابن الحسين المعظم، ووليِّ عهدة الأمين.