ضمن احتفالاتها باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، وبرعاية عطوفة رئيس جامعة آل البيت، الأستاذ الدكتور أسامة نصير، أُقيمت فعاليات اليوم الثقافي الأذربيجاني، وذلك بحضور سعادة سفير جمهورية أذربيجان في عمّان، السيد إيلدار سليموف. وقد نُظِّم الحدث من قبل كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالتعاون مع السفارة الأذربيجانية في عمّان، واحتضن فعالياته مدرج الحسن بن طلال، وسط حضور رئيس جامعة نخجوان الحكومية في أذربيجان، ونائب ومستشار رئيس الجامعة ذاتها، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بالسفارة، وعدد من عمداء الكليات في الجامعة.

ويأتي هذا النشاط في إطار حرص الجامعة على تعزيز قيم التنوع الثقافي والحوار الحضاري، وتعميق التفاهم بين الشعوب الصديقة، من خلال تسليط الضوء على الموروث الثقافي والفني لأذربيجان، الذي يُعد جزءًا غنيًا من النسيج الإنساني العالمي.

وفي كلمته الترحيبية، عبّر رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أسامة نصير عن أن هذه الفعالية تعكس التزام الجامعة المشترك بمدّ جسور التواصل بين الشعبين الأردني والأذربيجاني الصديقين، مؤكدًا على دور الثقافة كأداة للتقارب بين الشعوب ووسيلة لفهم الآخر واحترام التنوع. وأشار إلى أن هذا اليوم جاء لتعريف مجتمعنا الجامعي والمحلي بالإرث الحضاري الغني لجمهورية أذربيجان، التي تُعد جسراً بين الشرق والغرب، وحاضنة لتاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، موكداً أن ذلك ينطلق من عمق العلاقات المتينة بين الأردن وأذربيجان، وما يتميز به البلدان من إرث ثقافي ثري يتجسّد في الفنون المتنوعة، إضافة إلى الغنى بالآثار التاريخية والآداب التي تسهم في إثراء الأدب العالمي.

من جهته، عبّر السفير إيلدار سليموف عن اعتزازه بتنظيم هذا الحدث في رحاب جامعة آل البيت، مشيراً إلى عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين الأردن وأذربيجان، والتي أُرسيت دعائمها من قبل الزعيم الوطني حيدر علييف وجلالة الملك الحسين بن طلال، وتُعزز اليوم برؤى قيادتي البلدين. وأكّد على التعاون الثنائي بين البلدين، والذي أثمر عن شراكات في مجالات التعليم والعلوم الإنسانية، لافتاً إلى أن التعليم هو ركيزة أساسية في التنمية الاستراتيجية لأي دولة، وأن تبادل المعرفة والخبرات يعكس عمق العلاقات الودية بين الشعبين.

بدوره، أعرب الأستاذ الدكتور ألبروس إساييف، رئيس جامعة نخجوان الحكومية، عن شكره للجامعة على حفاوة الاستقبال، مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون الثقافي والأكاديمي بين البلدين. واستعرض البيئة التعليمية في أذربيجان، خاصة في مجال الدراسات الشرق أوسطية وتدريس التاريخ الإسلامي.

أما مندوب جمعية الصداقة الأردنية-الأذرية، المهندس جمال أبو عبيد، فأشار إلى أن جامعة آل البيت، بمكانتها الأكاديمية الرفيعة، تلعب دوراً محورياً في تعزيز هذا الحوار الثقافي من خلال استضافة مثل هذه الفعاليات التي تسهم في بناء الجسور بين الأمم، وتُكرّس قيم التواصل والانفتاح وخدمة المجتمع. كما بيّن أن التبادل الثقافي والمعرفي بين الشعوب لا يصنع فقط علاقات ثنائية متينة، بل يزرع أيضًا بذور السلام والتفاهم والاحترام المتبادل، وهي قيم نحن بأمسّ الحاجة إليها في عالمنا المعاصر.

من جانبه، أشار عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الأستاذ الدكتور سعيد أبو خضر، إلى أن تزامن فعاليات اليوم الثقافي الأذربيجاني في جامعة آل البيت مع الاحتفال الدولي باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، يأتي لاستكشاف نموذج فريد من التنوع الثقافي، الماثل في تقاليد أذربيجان الفنية وأدبها وفنونها وتراثها الغني وعلاقاتها الدولية، وذلك التزامًا من الكلية بأهدافها في تعزيز الحوار بين الثقافات، وتحقيق الشمولية، وزيادة الوعي العالمي بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس.

وفي ختام الحفل، الذي حضره عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وجمع غفير من طلبة الجامعة، تم عرض فيلم قصير عن الثقافة الأذربيجانية، كما قُدمت لوحة راقصة من الفلكلور الشعبي الأذربيجاني، ثم تلا ذلك توزيع شهادات التقدير على المشاركين في اليوم الثقافي الأذربيجاني، ضمن فعاليات التنوع الثقافي. وقد قام الوفد بجولة شملت عدداً من مرافق الحرم الجامعي، اطّلعوا من خلالها على الخدمات المقدّمة لطلبة الجامعة.