التشبيه الضمني وجماليات تشكيل الصورة شعر ابن سعيد الأندلسي نموذجاً
تناول البحث أهمية الصورة الفنية في تشكيل المعنى وعلاقتها الوطيدة بأسلوب التشبيه الضمني أو المكني أو المختصر. وقام الباحث بتحليل أنموذجات من التشبيهات الضمنية عند ابن سعيد، وتبين له من دراستها أنَّ الأوزان التامة أكثر قدرة على استيعابها من الأوزان المجزؤة، واتضح أنها تتحد مع الصورة الفنية اتحاداً تاماً بشكل يضمن لها حيازة سماتها الثلاث المتمثلة بالجدة، والتكثيف والإيحاء. وقد أدرك الشاعر بثقافته العالية قيمة التشبيه الضمني في رسم الصورة واستكمال أبعادها والتقريب بين المتناقضات، وبنى في بعض الأحايين قصيدته أو مقطوعته على إرادة الإتيان بها في نهايتها. ولأنَّ التشبيه الضمني يضغط الصورة لذلك كان مسك الختام لأبيات القصيدة لما يتركه من أثر قوي في نفس المتلقي.كذلك يساعد الشاعر على الانتقال من صورة فنية إلى صورة فنية ثانية أو من غرض إلى غرض آخر يقع ضمن سياق الوحدة الموضوعية لقصيدته، ويسمح بإشراك ألوان بلاغية أخرى في صياغته، كالاستعارة. مما يضفي بالنتيجة على هذا النوع من التشبيه روعة وبهاء بحيث تبدو الصورة الفنية أكثر تأثيراً في نفوس السامعين.