علاقة الجزء بالكل وقواعد تراكيبها في العربية
تتناول هذه الدراسة علاقةَ الجزء بالكل، وأثرَها بنظم التراكيب في العربية، تقعيدا واستعمالا. وتسعى إلى تحقيق هدفين، أولهما: تعريف علاقة الجزء بالكل مصطلحا ومفهوما، وتبيّن خصائصها وأنماطها، وتمييزها من العلاقات الملتبسة بها، كالاندراج الموقعي، والنوعي، والاتصال، والنعت، والملكية. وثانيهما الكشف عن قواعدها التركيبية في العربية، وتحليل أثر أنماطها في صحة التراكيب ومقبوليتها في العربية. وتعتمد الدراسة في ذلك على المقولات اللسانية والدلالية وإطارها المفهومي، وأنظار النحاة العرب في تقعيد تراكيب العربية، واستقراء القواعد والاستعمالات اللغوية القائمة على هذه العلاقة. وتتمثل أهمية الدراسة في جِدّة موضوعها، وربطها بين المستويين الدلالي والنحوي، وتقديم تعريف جليّ بعلاقة الجزء بالكل.
وأظهرت الدراسة أن المصطلح (meronymy) الأوسع انتشارا حاليا في الدراسات الغربية، ويمكن أن يقابله في العربية مصطلح علاقة الجزء بالكل، وأن المفهوم يدل على ارتباط ذهني بين لفظين، أحدهما جزء من الآخر، تمتاز العلاقة بينهما بأنها متعدية، ولاانعكاسية، ولاتناظرية، وأن المصطلح يلتبس بعلاقات أخرى، لكنه يغايرها بخصائصه، وأن العلاقة ليست علاقة منفردة، وإنما مجموعة علاقات. وأظهرت الدراسة قيام مجموعة من التراكيب العربية في ضوابط قواعدعا على علاقات الجزء بالكل، كالحال من المضاف إليه، والعلاقة بين الحال وصاحبها إذا كانت جامدة غير مؤولة بالمشتق، وجوب جرّ التمييز بالإضافة وجوازه، والعلاقة بين المستثنى والمستثنى منه، والعلاقة بين المتعاطفين بحتّى. وتضمنت الدراسة في خاتمتها توصيات من شأنها تطوير البحث اللساني والدلالي وفتح آفاق بحثية مستقبلية.