ورشة عمل الذكاء الاصطناعي ومكافحة الأخبار الزائفة في الخطاب السياسي
في إطار سعيها لتعزيز الوعي الأكاديمي بقضايا العصر الرقمية، وضمن سلسلة الفعاليات العلمية والثقافية، نظّمت كلية بيت الحكمة للعلوم السياسية، برعاية نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية الأستاذ الدكتور هاني أخو أرشيدة، ورشة عمل بعنوان:
"الذكاء الاصطناعي ومكافحة الأخبار الزائفة في الخطاب السياسي"،
قدّمها الدكتور عثمان الطاهات، مدير التحرير في وكالة الأنباء الأردنية، وذلك في مدرّج الأمير الحسن بن طلال في كلية الهندسة بالجامعة.
وأكد عميد الكلية، الأستاذ الدكتور عاهد أبو ذويب، أن تنظيم هذه الورشة التوعوية يعكس التزام الكلية والجامعة بمواكبة القضايا المعاصرة، مشيراً إلى أن مثل هذه الورش تسهم بشكل كبير في صقل مهارات الطلبة، وتعزز من وعيهم السياسي والإعلامي، وتربطهم بالتطورات الحديثة في مجال الاتصال الرقمي. كما شدّد على ضرورة تمكين الجيل الجديد من أدوات الإعلام الرقمي، وتنمية مهارات التفكير النقدي، بما يُمكّنهم من التمييز بين المحتوى الموثوق والمضلّل، والتأثير في الخطاب السياسي وصناعة القرار.
من جانبه، أكّد الدكتور عثمان الطاهات، المحاضر في جامعة الزرقاء الخاصة، أن الذكاء الاصطناعي بات أداة مهمة في تحليل وكشف الخطاب السياسي، مشيراً إلى أن الإعلام وعلم الاتصال يشكلان ركيزتين متلازمتين في ظل تطور التكنولوجيا الحديثة، مبرزاً أن من وظائف الإعلام تزويد الجمهور بالأخبار والقراءات السياسية، إلى جانب دوره في تعزيز الترابط الاجتماعي والمحافظة على القيم المجتمعية المستمدة من الموروث التاريخي.
وأشار الطاهات إلى أن الإعلام الرقمي أصبح يراقب الإعلام التقليدي والمؤسسي، مما يستدعي من صانعي القرار فهم آليات هذا الإعلام والتفاعل معه بوعي. كما أوضح أن أدوات الذكاء الاصطناعي تسهم في مواجهة الأخبار الزائفة والمضلّلة، لكنها تطرح في الوقت ذاته تحديات تتطلب مزيداً من التنظيم والتطوير في استخدامها ضمن الأطر الإعلامية.
وأضاف أن الإعلام قد تحوّل في الآونة الأخيرة من أداة تقليدية إلى بيئة تفاعلية معقّدة، حيث أصبح من السهل نشر الأخبار الكاذبة والتلاعب بالمعلومات لأغراض سياسية أو أيديولوجية، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة فعّالة لاكتشاف هذا النوع من التضليل، عبر تقنيات تحليل النصوص، والتعرّف على الأنماط الرقمية، وتتبع مصادر المحتوى.
وأوضح الدكتور الطاهات كيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الخطاب السياسي والكشف عن الأخبار الزائفة، مشيراً إلى أن الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي، رغم ما توفّره من أدوات نشر ومشاركة، أصبحت بيئة خصبة لانتشار المعلومات المضلّلة التي قد تؤثر على تشكيل الرأي العام.
وتناول الطاهات تأثير الذكاء الاصطناعي في رصد وتحليل وكشف الخطاب السياسي، والآليات التي تتيحها هذه التقنية لكشف الأخبار الزائفة والمعلومات المضلّلة، التي أصبحت إحدى أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات في العصر الرقمي، مشيراً إلى ضرورة تدريب الطلبة على المهارات الرقمية الحديثة وربطها بالواقع السياسي والإعلامي. وأكّد أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل هو أداة استراتيجية في معركة الوعي والحقيقة، ضد سيل الأخبار الزائفة الذي يغزو الفضاءات الرقمية.
واختُتمت الورشة، التي قدّم لها وأدارها مساعد عميد الكلية الدكتور صايل الدغمي، بحضور عدد من أعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الكلية، بنقاش تفاعلي بين الطلبة والمحاضر، تم خلاله طرح أسئلة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وعلاقته بمكافحة الأخبار الزائفة والمضلّلة.