مندوباً عن رئيس الجامعة الدكتور أسامه نصير رعى نائب رئيس الجامعة لشؤون الدولية والمجتمعية الأستاذ الدكتور هاني أخو رشيدة الندوة العلمية لكلية بيت الحكمة للعلوم السياسية والدراسات الدولية والموسومة بعنوان " تداعيات حرب غزة على المجتمع الأردني " بحضور عدد من المتحدثين من كليات الجامعة وذلك في مدرج البخيت بالجامعة.
عميد الكلية الأستاذ الدكتور عاهد ابو ذويب أوضح بأن الأردن بما يمثله من عمق تاريخي وجغرافي ودور
محوري في المنطقة، لم يكن بمنأى عن أثار الحرب التي انعكست على العديد من المجالات، وأفرزت تحديات جديد على كافة المستويات.
المحاضرة التي جاءت على ثلاثة محاور تحدث فيها عن محور التداعيات الاقتصادية الأستاذ الدكتور عمر الغرايبة من كلية الأعمال عن الآثار السلبية والتبعات الاقتصادية التي تضرر منها الأردن والدول المحيطة مشيراً الى أن الاستقرار السياسي ومتانة البنوك والقطاع المصرفي في الأردن حافظت على متانة بعض القطاعات بالرغم من كل ذلك إلا أن الاقتصاد الأردني اثبت بأنه مستقر سياسياً وهي أساس الاقتصاد ومجتمعنا متجانس والبنوك لديها متانة عالية بنسب السيولة، وأن الاحتياط الأجنبي يكفي الاردن لعشرة شهور.
مبيناً أبرز القطاعات التي تأثرت بالحرب ومنها البورصات التي ارتفعت بشكل كبير وتقلبات مرتفعة بنسبة ٤٥%، كما أن التوترات التجارية وارتفاع معدلات الفائدة، وأسعار النفط بارتفاعات غير مستقرة، وحركة التجارة في البحر الاحمر وتهديد السفن التجارية وتعطل الحركة التجارية، مبيناً الاقتصاد الأردني تأثر بشكل كبير وخصوصاً السياحة التي انخفضت نسبة الحجوزات إلى 50%، أنخفض الايراد السياحي حوالي 70%، مما انعكس سلباً على الاقتصاد الأردني وخلف بطالة كبيرة، ناهيك عن حملات المقاطعة للشركات وعلامات تجارية تدعم اليهود .
وأشار الغرايبة الى أن الأردنيين انتبهوا للمقاطعة باكراً مما جعل المستثمر الأردني ينتج مواد محلية بجودة أكثر مما انعكس إيجاباً على إعادة تنشيط فرص العمل، مجاوزاً عرقلة حركة التجارة في العالم والمنطقة بارتفاع تكاليف الاستيراد و التصدير مما ضاعف كلف التخليص والشحن على البضائع، كما تأثر القطاع العمراني وانعكاساته وارهاصات الحرب بارتفاع معدلات الفائدة، مشيراً الى الثقة الاستثمارية والاقتصاد الوطني تأثرت بزيادة أسعار المحروقات وخسارة الاردن استثمار اجنبي نسبي ، مبيناً معدلات البطالة لم تنخفض عن 21% ومعدلات النمو لم تتجاوز 2% وأن هنالك زيادة على خدمة الدين العام .
وفي محور التداعيات النفسية والتربوية تحدث الأستاذ الدكتور محمد بني خالد من كلية العلوم التربوية عن كان دعم جلالة الملك عبدالله الكثير من التخفيف عن الآثار النفسية والتربوية، كما أشار الى أن الجوامع المشتركة ما بين الشعبين الأردني والفلسطيني هي من جعلتهم الاكثر تأثرا بالحرب على غزة ، مشيراً الى جهود بني هاشم عبر عقود من الزمن بالدفاع عن غزة وفلسطين ، كما أشار الى المساعدات الإنسانية التي يتم إرسالها إلى غزة وفلسطين ، كما بين أن بمجتمع الاردني أصيب بصدمات وما بعد الصدمات موضحاً ما هي صدمة الحرب وما يتعرض له الفرد من مواقف مؤلمة ورعب كما أشار إلى الآثار الكبيرة للحرب، وأن تحمل المشاهد اليومية وآثارها ترك مضاعفات سلبية على الجانب النفسي وتأثر الصحة الجسدية والنفسية بالصدمات وما تخلف وراءها من أمراض نفس جسمية ، مشيراً إلى أرقام منظمة الصحة العالمية بما تركت الحرب من نسب عالية من المرضى .
وعرف بني خالد صدمة الحرب بأنها الاستجابة السلبية والعجز الذي خلفته حرب غزة من قهر وخوفو توتر وقلق وارتباك وصعوبة تركيز وتطور ذلك إلى حالات من الغضب والشعور بالذنب مبيناً أن هؤلاء هم الأكثر عرضة للتعرض النفسي والمزمن الذي يولد الاكتئاب، مما يساعد على الانتحار بعد مرور بكل البوابات التي تم ذكرها.
كما ذكر الخالدي اسباب الضغوطات النفسية في الحرب ومنها الانفصال القسري عن العائلة وفقدان الأحبة والدمار الشامل والخوف المستمر والضبابية في المستقبل والخسائر والوظائف، وكذلك عوامل الخطر للإصابة بالصدمة النفسية ومنها الحزن والمفاجأة والقهر وقسوة وشدة الحدث وأكثر الناس عرضة للأحداث في غزة هم الاطفال وانعدام الدعم النفسي.
كما ذكر عدد من الأسباب التي تسبب العنف الجسدي والحوادث والتواجد في أماكن الاجرام والمشاكل العائلية كالطلاق والأمراض الشديدة وفقدان الوالدين والفشل الدراسي وتدهور العلاقات الاجتماعية، وما هي الصدمات وانواعها وأشار إلى أخطرها الغير مباشرة، وأعراض الصدمات النفسية وتأثيرها فكريا وسلوكيا وجسدياً وأخطرها.
وفي محور التداعيات السياسية تحدث الأستاذ الدكتور عبد الله العرقان من كلية بيت الحكمة للعلوم السياسية والدراسات الدولية عن الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية ودخول الاردن في اتفاقيات السلام، كما تحدث عن الميول اليمنية المتطرفة للإسرائيليين والتي اجهضت عملية السلام، مع تخلي الكثيرين عن الأردن وبقي وحيداً في الساحة الدولية، إلى أن أصبحت إسرائيل تتلاعب بالاستيطان.
كما تحدث العرقان عن دور الاردن في الحرب على غزة والجهود التي بذلتها القيادة، متطرقاً الى انعكاسات حرب غزة السياسية على الأردن والأردنيين مشيراً إلى أن الأردن وفلسطين جسد واحد، كما بين أن الليكود الإسرائيلي يميني متطرف وكل إسرائيل ليكود، وعلاقة الاردن مع فلسطين علاقة مصير لما تمثله قضيتها من حقوق، وأن الاردن حاضناً لكل الباحثين عن الأمن والأمان وان التهجير والترانسفير هو إعلان حرب، فالأردن قدم الكثير من الشهداء لفلسطين. كما أشار الى الحرب وسيناريوهات قادمة والهواجس في محيط ملتهب كما تحدث عن المقاربات السياسية والأمن القومي العربي وما هي الخيارات أمام الأردن مستقبلاً من خرب غزه.
نائب رئيس الجامعة بين خلال مداخله له أننا كلنا أردنيون من أجل الاردن وأننا كلنا فلسطينيون من أجل فلسطين مشيراً إلى ضرورة اتباع المنطق بعيداً عن العاطفة مبينا أننا مع الجيش والقيادة وخيارات الدولة الأردنية في الظروف التي تحيط بالأردن والمنطقة.
كما عرضت دائرة العلاقات العامة والإعلام فيديو عن مشاركة الجامعة في الانزالات الجوية للمساعدات وفيديو آخر انتجته بكل لغات العالم يشير الى الحرب على غزة يبين جهود الجامعة في تدعيم الجهود الوطنية وجهود جلالة الملك عبد الله الثاني ودعم مواقفه من الحرب على غزة.
وفي ختام الندوة التي. قدم لها وأدارها نائب عميد الكلية الأستاذ الدكتور أمين العزام وبين مدى التزام إدارة الجامعة بدعم الأنشطة والندوات العلمية دار حوار ونقاش مستفيض عبر فيه المنتدون عن إجاباتهم للحضور من طلبة الجامعة.