وِجْهاتُ نَظَرِ المُستَشرِقِينَ الأَلمَانِ تُجَاهِ مَصادِرِ التّأرِيخِ الشّاميّة- أَبُو زُرْعَة الدّمشقيّ أُنموذجًا
تناولت هذه الدّراسة الموسومة بـ"وجهات نظر المستشرقين الألمان تجاه مصادر التّأريخ الشّاميّة- أَبُو زُرْعَة الدّمشقيّ أُنموذجًا" وبشكل خاصّ توجّه العديد من المؤرّخين الألمان المهتمّين بالتّاريخ الإسلاميّ في بلاد الشّام؛ لدراسة، وتحليل، وتقييم المصادر الأوّليّة للكتابات التّاريخيّة العربيّة الّتي اهتمّت بتاريخ بلاد الشّام في صدر الإسلام، مثل كتابات أبي زُرْعَة التاريخية. وبشكل عامّ الدّراسات الألمانيّة النّقديّة الّتي أخذت في الكشف عن واقع الصّعوبات في التّعامل مع تلك الكتابات، وعلى الرّغم من أنّ الدّراسات النّقديّة الألمانيّة تُظهر بعض نقاط الضّعف في المصادر العربيّة والإسلاميّة الّتي أرّخت لأحداث بلاد الشّام إلّا أنّها تُفضّلها أحيانًاعلى المصادر المسيحيّة، واليونانيّة.
وتهدف هذه الدّراسة بشكل عامّ الى إعطاء لمحة تاريخيّة عن المستشرقين الألمان، واهتمامهم بالتّاريخ العربيّ الإسلاميّ، ورأي بعضهم في الرّوايات الّتي أرّخت لبلاد الشّام، وتقديم تقييم للرّوايات الألمانيّة لمؤرّخي الجيل الأوّل، والثّاني الّتي تمّ نقلها عن كتابات التّاريخ العربيّ الإسلاميّ، وكذلك تبيان أوجه الاختلاف بين الجيل الأول، والثاني، والثالث من المؤرّخين الألمان تجاه التّاريخ العربي الإسلاميّ، وجهودهم في تتبّع المنهج العلميّ الدّقيق في دراساتهم حول مصادر التّاريخ العربيّ الإسلاميّ، وما توصلوا إليه في هذا المجال.
وقد أظهرت الدراسة ? على سبيل المثال- أن كتابات أبي زُرْعَة التاريخية تعّد مصدرًا مهمًّا للمعلومات حول العلماء السّورييّن في القرون الأولى للهجرة، وتمثّل مرحلة نموذجيّة متقدمة من التّطور في مجال الكتابات التاريخية العربية.