انعكاسات "الحروب الثقافية" على السياسة العامة الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية (السياسة الاقتصادية والاجتماعية: دراسة حالة)
تهدف الدراسة إلى مناقشة تأثير "حروب الثقافة" على واقع ومستقبل السياسات العامة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الوقت الحاضر، حيث تأثرت القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بقوى التيارات السياسية المهيمنة على النظام السياسي الأمريكي نتيجة توظيف البرامج السياسية "الشعبوية"، وقد غلبت على المواقف السياسية والتشريعية التيارات المحافظة والليبرالية على حد سواء، وهو ما انعكس في مخرجات الأداء الإيجابية التي أدت إلى نتائج لا تتفق على نطاق واسع مع احتياجات الأفراد والمؤسسات في الدولة، وخاصة بين الأقليات، حيث يسود الفقر والجوع، ومستوى ونوعية التعليم، فضلاً عن تراجع حجم الطبقة المتوسطة. ومن ناحية أخرى، تأثرت السياسة الخارجية أيضًا بنظريات الرأسمالية والأيديولوجيات الليبرالية التي سادت عالميًا نتيجة لنظريات أطلق عليها "ما بعد الحداثة" مثل النقد والنسوية والواقعية والليبرالية الجديدة وغيرها. واستندت الدراسة على الفرضية الرئيسية القائلة بأن "هناك علاقة ارتباطية بين تأثير "حروب الثقافة" بين التيارات السياسية المختلفة في الولايات المتحدة وانعكاسها على مخرجات السياسات العامة". واستناداً إلى مشكلة الدراسة وأسئلتها وأهدافها، استخدمت الدراسة كلاً من منهج التحليل التاريخي والوظيفي والنظمي. وخلصت الدراسة إلى العديد من النتائج، من أهمها وجود علاقة سلبية بين أدوار الحكومة والإدارتين التنفيذية والتشريعية ومدى القدرة على تحقيق مستويات أفضل من الكفاءة ومخرجات السياسات العامة في الولايات المتحدة، نتيجة للصراعات الأيديولوجية بين القوى السياسية المحافظة من جهة، والقوى الليبرالية من جهة أخرى.
سنة النشـــر
2020