واقع العلاقات العربية الأفريقية في ظل سياسات التدخل الدولي (دراسة تحليلية للتحديات الراهنة وأسس التعاون اللازمة)
قوم مضمون الدراسة على تشخيص واقع العلاقات العربية الأفريقية في ظل سياسات التنافس الدولي المتزايد خاصة بعد
انتهاء الحرب الباردة، وذلك بهدف الوقوف على أبرز التحديات التي تواجه توثيق أواصر التعاون ومناقشة الآليات والأسس
اللازمة لتفعيل التعاون العربي الأفريقي على الصعيدين الحكومي واللاحكومي. تأتي أهمية الدراسة في وقت تزايد فيه
النفوذ الدولي في القارة الأفريقية خاصة من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل في المجالات الاقتصادية
والعسكرية أمام تراجع واضح للدور العربي بسبب غياب مراجعة الاستراتيجيات العربية الموضوعة، ووضع الخطط
المنظمة، سواء على مستوى التنظيم الرسمي أو مؤسسات المجتمع المدني.
كما تنطلق الدراسة من عدة افتراضات يتمثل أبرزها بأن العلاقات العربية الأفريقية التي تتسم بالركود والضعف مقارنة
بالعلاقات الأفريقية غير العربية، يمكن تقويمها من خلال وضع أطر اجتذاب قادرة على تجسيد التعاون ومبنية على تفاهم
مشترك، على اعتبار أن الروابط العربية الأفريقية متجذرة في مختلف النواحي الحضارية، الجغرافية، الاقتصادية
والروحية، إضافة إلى التشابه في احتياجات الدول العربية والأفريقية التي تسعى جميعها نحو حل المشاكل التي تواجه
كلاهما، والحاجة الضرورية إلى تجسيد مجالات التعاون بين الدول في شتى المجالات.
استخدمت الدراسة كلاً من المنهج التاريخي لتتبع أطوار العلاقات العربية الأفريقية، والمنهج المقارن لمعرفة واقع العلاقات
العربية الأفريقية مقارنة مع مجالات التعاون الخارجي مع أفريقيا، كما تم? توظيف منهج النظم لبيان أثر مكونات النظم
السياسية على مستقبل العلاقات العربية الأفريقية.
وأخيراً، خلصت الدراسة إلى عدة استنتاجات وتوصيات يتمثل أهمها بأن توثيق علاقات التعاون العربي الأفريقي هو مطلب
استراتيجي يدخل في شتى المجالات، ويستوجب ذلك التثقيف بأبعاده بهدف تنشيط أواصر التعاون على مستوى العلاقات
الثنائية والمنظمات الرسمية من ناحية، والمؤسسات اللاحكومية من ناحية أخرى.