ندوةً علميّةً بعنوان “أدب الرحلات: تجارب ومسارات ورؤى وآفاق”
عقدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة آل البيت يوم الإثنين، الموافق 17/11/2025م ندوةً علميّةً بعنوان “أدب الرحلات: تجارب ومسارات ورؤى وآفاق”، برعاية عطوفة الأستاذ
الدكتور رئيس الجامعة، وبمشاركة نخبة من أعضاء الهيئة التدريسية من جامعة آل البيت، وجامعة جدارا، في فعالية هدفت إلى تسليط الضوء على هذا الحقل المعرفي الذي يجمع بين التاريخ والأدب والجغرافيا، والدراسات الثقافية والاجتماعية.
وافتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية، ثم بدأت الجلسة العلميّة التي أدارتها أ.د. منتهى الحراحشة، من قسم اللغة العربية وآدابها، وقدّم المشاركون من حقلي التاريخ والأدب العربي أوراقًا بحثية عكست غنى هذا الجنس الأدبي وأهميته، وأظهرت كيف يتقاطع فيه السرد بالتحليل، والنص بالمكان، والرحلة بالوعي الإنساني.
قدمت أ.د. أسماء خصاونة، أستاذة التاريخ بجامعة جدارا ورقةً علمية بعنوان: "الأوضاع الاجتماعية في الأردن من خلال رحلة بيرك هارت" تناولت فيها بالقراءة التحليلية مظاهر من المجتمع الأردني من منظور الرحّالة السويسري بيرك هارت. وقدم أ.د. أنور الخالدي، أستاذ التاريخ بجامعة آل البيت ورقة علمية بعنوان: تجليات الخطاب التاريخي في عيون الرحالة إلى الأردن في العصر الحديث، عرض فيها وقائع تاريخ الأردن في مصادر الرحالة والجغرافيين العرب، التي تجسد هوية المكان، وجذوره التاريخية. وقدمت أ.د. منتهى الحراحشة أستاذة الأدب الحديث في جامعة آل البيت ورقةً بعنوان "استشراف التغيير: صورة جزيرة مالطة في رحلة أحمد فارس الشدياق بين الواقع والتنوير"، استعرضت فيها أبرز ملامح المجتمع في مالطة من منظور الشدياق، المتمثلة بعاداته وتقاليده، والقيم التي يغاير فيها المجتمع المالطي المنظور العربي. وقدمت د. هناء الشلول أستاذة النحو واللغة في جامعة جدارا ورقةً علميةً بعنوان: "سيميائية المكان في أدب الرحلات من الوصف إلى التأويل"، تناولت فيها البعد السيميائي للمكان، وكيفية تمثلاته الذهنية، في انتقاله من البعد الفيزيائي والجغرافي إلى البعد الذهني والتصوري في منجز أدب الرحلات. وقدم د. خضر السرحان، أستاذ التاريخ في جامعة آل البيت ورقة بعنوان "الآخر عند ابن فضلان"، تناول فيها بالقراءة المعمقة رؤية ابن فضلان في رحلته، التي تعد أشهر الرحلات العربية في العصور الوسطى، إلى بلاد الصقالبة (روسيا الحالية وما حولها) ضمن بعثة دبلوماسية ودينية، مبرزا الملامح العجائبية في رحلته الطويلة لعدد من الشعوب، مثل: كالأتراك، والصقالبة، والروس (السُّراس)، وهم من شعوب الفايكنغ، وقبائل الهياطلة والباشغرد، وكيفية حياتهم اليومية، وأديانهم، ولباسهم، وعاداتهم، وأكلهم، وأساليب معيشتهم.
وقد أثرت هذه الأوراق النقاش العلمي، وأظهرت كيف يكمّل المؤرخُ الأديبَ، وكيف تتجاور القراءة النصية مع القراءة السياقية لتصنع خريطة معرفية أوسع لهذا الفن.
وحضر الندوة عميد كلية الآداب، ونائب العميد، ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية بالكلية، والطلبة، وضيوف من المجتمع المحلي. ووجّه عميد الكلية الشكر بالنيابة عن عطوفة رئيس الجامعة، راعي الندوة، للمشاركين والحضور، مؤكدًا أن مثل هذه اللقاءات العلمية تجسّد دور كلية الآداب بوصفها فضاءً للحوار والإنتاج الفكري، مشيرًا إلى أنّ الأدب يظلّ أعمق المرايا التي تعكس الإنسان وتجربته.