تناولت الدكتورة الحراحشة في ورقتها مسار تطوّر الرواية الأردنيّة بالدرس والتحليل، مسلّطة الضوء على الرواية الأصيلة التي خرجت من رحم المجتمع بصمت، فكشفت عن مراحل تطورها وملامحها الجديدة والمتنوعة، وبيّنت هوية المكان فيها، كما ناقشت واقعها بين صمت التفكير وجهر الإبداع، وما اعتراها من إكراهات وتحديات، ثم عرضت موقعها ضمن مسار الرواية العربية، وتوقفت عند أبرز مظاهر التجريب فيها. وأكدت أنّ مسار الرواية الأردنية، بما مرّ به من تحولات وتجاوزات، يبرهن على أنها لم تأتِ بمحض الصدفة، ولم تولد فجأة، بل هي نتاج تجربة طويلة عبر زمن ممتد، أكسبها الجرأة على الجهر بالمنتج الروائي داخل خريطة الإبداع العربي، نظراً لما أصبحت تمثله من امتداد فكري استفاد من تراكمات الماضي، ليستقر في الحاضر بثبات وثقة.

وفي ختام مداخلتها، قالت الدكتورة الحراحشة: إنّ الرواية الأردنيّة استطاعت بفضل الإرادة، ورغم الإكراهات التي واجهتها في مسيرتها، أن تعبّر عن الواقع الأردني بمختلف تجلياته الاجتماعية والسياسية والحضارية والتاريخية والإنسانية، وأن تطرح قضاياه القومية المشتركة، الفكرية والسياسية، مثل: قضية فلسطين، وحرب الخليج، وقضية اللجوء، والهوية الحضارية، وصراع الشرق والغرب. كما ساهمت في ترسيخ الكتابة الروائية، بوصفها جنساً أدبياً حديثاً في التراث العربي، وإيجاد كتابة أردنية متميزة تجسد الخصوصية المحلية شكلاً ومضموناً، مع السعي لمجاراة السبق الغربي في هذا المجال، والتعبير عن بعض الهموم والانشغالات الذاتية ذات البعد الإنساني العام.

وفي ختام الندوة، سلّم رئيس اللجنة الثقافية، الدكتور جعفر العقيلي، درع المشاركة للدكتورة منتهى الحراحشة، تقديراً لجهودها في إثراء البرنامج الثقافي لمعرض عمّان الدولي للكتاب في دورته الرابعة والعشرين لعام 2025.