كتابة الحديث على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
كتابة الحديث أحد مواضيع علوم الحديث، وجاء هذا البحث ليثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يأذن بكتابة الحديث للمتقنين في الكتابة وأولي الفطنة والنباهة، ذلك أنَّ الكاتب حتى يكون أهلاً لأن يكتب نصاً هو غاية في الأهمية لا بد من توفّر بعض الشروط فيه أقلها إتقان الكتابة، ومن مستلزماتها الفطنة والحذر من خلط النصوص بعضها ببعض، ولذا أذِن النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة الحديث لأناس من الصحابة دون آخرين. والنبي صلى الله عليه وسلم إذ ينهى أحداً عن الكتابة، كان في الوقت نفسه يأذن بالرواية مع تحري الدقة والصدق في الأداء فيقول ? :"ومن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" (1) وكان صلى الله عليه وسلم كذلك على علم بالمستوى الرفيع لحافظة العرب في الجاهلية والتي ازدادت في الإسلام نظراً لخطورة وأهمية النص المحفوظ فيحاول الصحابي أن يستجمع كل قدراته الذهنية حتى يدرك النص ويحفظه. ولم يكن-تبعاً للدراسة- النهيُ عن الكتابة متقدماً على الإذن بها، بل كانا متناوبين، وهذا يبطل القول بالنسخ، ولا يصلح أنْ يقال بأنَّ النسخ كان في حق المتقنين، وأما غير المتقنين فالحكم فيهم الحكم الأول؛ لأنّه لم تأت مثل هذه الصورة في تاريخ النسخ، إذ الأصل أن ينال المنسوخ جميع أفراده، وكذا الناسخ ينال جميع أفراده
سنة النشـــر
2010