التطرف والغلو بين الهدي النبوي والنظريات النفسية المعاصرة
هدفت الدراسة الى التعرف على مفهوم التطرف في علم النفس والإسلام، والتعرف على موقف الإسلام وعلم النفس من التطرف، ووضع الحلول المناسبة لمواجهة التطرف في المجتمع. ومن أجل تحقيق أهداف الدراسة تم استخدام المنهج التحليلي، وتوصلت الدراسة إلى عدة من النتائج أهمها:
? معنى التطرف مجاوزة حد الاعتدال وعدم التوسط في الأشياء ، والخروج عن منطق النقل والعقل، والغلو يعني مجاوزة القدر في كل شيء ، والإفراط في الأمور ، والمبالغة فيها ، بعيداً عن التوسط والاعتدال، وأما التطرف والغلو في علم النفس يقصد به الغلو، والتشدد، وتجاوز حد الاعتدال والثورة، ورفض الواقع المحيط بكل ما يحمل من نظم ومعايير، يقوم بها الشخص الذي يعاني نقصاً في إشباع حاجاته النفسية، وعدم قدرته على تحقيق ذاته في جماعته الأصلية وعدم وجود مغزى أو قيمه لحياته مما يدفعه إلى الانتماء إلى جماعة متطرفة كي يحقق ذاته.
? يدعو الإسلام إلى منهج الوسط في كل شيء ، ويحذر من التطرف والغلو في مختلف مناحي الحياة ، وذلك من خلال التحذير من الغلو في الدين، وترك التشديد على النفس، والنهي عن التنطع والمغالاة.
? في علم النفس يدعو إلى الاهتمام بالسنوات المبكرة من عمر الإنسان، التي ترسم من خلالها خارطة سلوكه المستقبلي، والتي لها أكبر الأثر في تكوين شخصيته وعلى علاقة الفرد بوالديه وكيف يكون لها أثراً كبيراً في تشكيل سلوكه، فإذا اتسمت هذه العلاقة بالسواء انطبع ذلك على سلوك الفرد وكان سلوكاً سويا يرتضيه المجتمع، أما إذا اتسمت تلك العلاقة بالقهر والتسلط فإن العنف والتطرف والسلوك المضاد للمجتمع سيكون هو النتاج، كيف لا ومن المعروف أن الضمير يتشكل من مجموع الضوابط والنواهي التي يحقنها الوالدين لأولادهم على مدار حياتهم.
? من الآثار السلبية للتطرف والغلو على مستوى السلوك الفردي السآمة والملل والانقطاع عن العبادة، وتضييع الحقوق والتفريط بالواجبات، وتقوية شوكة الشيطان على الإنسان، وظلم النفس، وتفريغ النفس من العطاء والبذل الشامل.
? من الآثار السلبية للتطرف والغلو على مستوى السلوك المجتمعي تنفير الناس عن حب الدين، والاختلاف والتنازع، وقلة الأنصار وإضعاف الصف الإسلامي، وتأخير النصـر وقلة المكتسبات الإسلامية والدولية.
? الأصول النبوية في معالجة الغلو والتطرف تتمثل في الفهم السليم لمقاصد الشريعة وعدم تعارضها مع المصالح العامة، والموازنة بين المصالح والمفاسد، ومعرفة فقه الأولويات، ومبدأ التيسير ورفع الحرج، والتحـذير من الغلو ونبذ التطـرف، ومراعاة مقتضى الحــال، والتحلي بأدب الخلاف والتخلي عن التعصب للرأي الشخصي.
وأوصت الدراسة بعدد من التوصيات من أهمها تشكيل مؤسسات تربوية وفكرية دائمة، واختيار لعضويتها عدداً من أهل الرأي والعلم والبصيرة من مختلف التخصصات التربوية والدعوية والفكرية ليكونوا قدوة حسنة في مجتمعاتهم ويرجع إليهم عند المشورة والاختلاف، وزيادة عدد المرشدين التربويين في المدارس وذلك من اجل قيامهم بعملهم في توجيه لطلبة نحو السلوك الصحيح والابتعاد عن الأفكار المتطرفة.