علاج الغضب بين الهدي النبوي والنظريات النفسية المعاصرة
هدفت الدراسة إلى البحث في حقيقة الغضب ودرجاته وأنواعه وطرق التعبير عن الغضب، ومظاهر الغضب وأسبابه وآثاره ونتائجه، وعلاج الغضب العلمي والعملي والنفسي والتدريبي والميداني لكي يعرف الإنسان طريقة التعامل مع جبلة فطر الإنسان عليها عند الخصومات والشكايات بعيدًا عن التشنج والغضب والحفاظ على رباط الأواصر الأخوية والأسرية والمجتمعية، وتم استخدام المنهج التحليلي، وتوصلت الدراسة إلى أن الغضب خلق ذميم وفعل مشين، وتصرف لئيم، ومفتاح لأكثر البلايا، وسبب لأعظم الرزايا. وإن الغضب ثلاث درجات الأول التفريط وهو غير مرغوب فيه، والثاني الإفراط ويكون بغلبه صفة الغضب، والثالث: الاعتدال وهو المحمود الذي يقبله العقل والذين. وإن الغضب نوعان أحدهما محمود وهو الغضب لله عز وجل ويهدف لصالح الإنسان والبشرية جمعاء والآخر مذموم وهو الغضب للذات وهذا يدمر الإنسان وتجعله يدخل في دوامة الأمراض العضوية والنفسية. وتؤكد الدراسات النفسية أن الغضب الخارجي له أشكال متنوعة، فهو ينتقل من مشاعر إلى أفعال كالصراخ والضرب والتكسير والهروب والحذق وصدور الكلامات التابية والتهديد والوعيد. وأن الغضب المدمر يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وسرعة ضربات القلب والشعور بآلام المعدة، وارتفاع السكر بالدم، والإصابة بانتفاح القولون وصعوبة التنفس. وإن العلاج النفسي والتدريب الميداني أثبت فعاليته على تقليل الغضب، وإحكام السيطرة على النفس الإنسانية من خلال التجارب النفسية العلمية المعاصرة.
وأوصت الدراسة بعقد بعض الملتقيات التربوية لتبادل الخبرات والتجارب بين علماء الشريعة وعلماء النفس المعاصرة ليفيد كلٍّ منهما في مجاله العلمي. وتنظيم المؤتمرات الدولية التي تجمع بين علماء الدين وعلماء النفس السلوكي والمعرفي والوجداني لوضع رؤى استراتيجية، وحلول ناجحة تأخذ بيد أصحاب المشاكل سراع الغضب بما يحفظ أسرهم وبيوتهم، ويجمع شملهم ويقوي صفهم.