حجاجية أسلوب التمثيل
الملخص : يعتبر أسلوب "التمثيل" من الأساليب المهمة التي يقوم عليها الحجاج والإقناع، منذ أرسطو إلى اليوم مرورا بالبلاغة العربية القديمة وكذلك الفلسفة خاصة التي اهتمت بشرح كتب أرسطو، وكذلك بالبلاغة الجديدة المعاصرة لنا اليوم. إن "التمثيل" الذي استخدمه المسلمون في كتاباتهم هو النوع الذي سماه أرسطو "البرهان بالمثال" وهو كل استدلال يقوم على التشابه بين الأشياء ويستخدم في الاكتشاف مثلما يستعمل في الإقناع والبرهان، وتكاد المعرفة الناتجة عنه تكون يقينية لأنه استدلالي وبرهاني. والمنهج البرهاني هو المميز للعلم. أخذ به الفلاسفة والبلاغيون، ووظفوه في كتاباتهم؛ لأنه يفهم الأمر الخفي بما هو الأعرف عند المخاطب، ليقيس مجهوله إلى ما هو معلوم عنده فيستقر المجهول في نفسه؛ فهو أداة أسلوبية ناجعة في إيصال المعلومة إلى المتلقي وتقريب المسافات بينه وبين المتكلم، مما يجعل إقناعه أمرا يسيرا. ولأهمية هذا الأسلوب في التواصل والحجاج وإنتاج المعرفة وتقريبها إلى المتلقي، وقدرته كذلك على إحداث اليقين والتصديق في نفسيته، ستعمل هذه الدراسة على بسط القول في هذا الأسلوب من زوايا مختلفة: الفلسفة، والبلاغة بنوعيها الكلاسيكية والجديدة، لنتعرف على الكيفية التي بها يشتغل ويحدث الإقناع. الكلمات المفتاحية : التمثيل ، الحجاج ، أرسطو ، البلاغة العربية ، الفلاسفة المسلمون ، البلاغة الجديدة .
سنة النشـــر
2024