المكونات اللسانية للمستوى النحوي في الدرس اللغوي العربي
ظلّتْ الثقافة العربية وعاءً شاسعاً يضمّ أشتات المعارف العربية بكل أنواعها، وهذا ما نجده في أمّهات الكتب والمصادر الأولى مثل البيان والتبيين للجاحظ، والكامل للمبرّد، والأمالي للقالي، وأدب الكاتب لابن قتيبة، والعقد الفريد لابن عبد ربه، وغيرها ممّا سار على منوالها. وقد أشار ابن خلدون إلى هذه المصادر بقوله : " .. وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن و أركانه أربعة دواوين و هي: أدب الكاتب لابن قتيبة، والكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي. وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها.." وإذا تصفّحنا بعض موضوعات هذه المصادر ? بحثاً عن موقع لعلْم بعينه فيها ? وجدنا علوماً ممتزجة بعضها ببعض، من اللغة والبلاغة والنحو والمنطق والتفسير ورواية الأخبار ونوادر العرب وتاريخهم، وما إلى ذلك. فالعلوم العربية اللغوية تتكامل، كما أنّ منشأها واحد وهدفها واحد، وإن اختلفت طرق الوصول إلى هذا الهدف. نستخلص مما سبق أنّ علوم العربية نشأت علْماً واحداً متكامل الجوانب متّحد الأجزاء، وأنّ العالم الواحد كان عليه أن يعرّج على كل العلوم ينهل منها ويفيد فيما يتناوله من مسائلها، فجاءت دراساتهم وبحوثهم غنيـة بالفوائد ثريـة بالمعارف، يكمّل بعضها بعضاً ويزيده وضوحاً وجلاءً.
سنة النشـــر
2015