ندوة فلسطين في خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم
نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالتعاون مع كلية بيت الحكمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية ندوة علمية بعنوان: فلسطين في خطابات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم ومواقفه الوطنيَّة، وذلك ضمن فعاليات الكلية بمناسبة اليوبيل الفضيّ لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحُسين سُلطاته الدستوريَّة. وعقدت الندوة برئاسة عطوفة الأستاذ الدكتور نائب الرئيس للشؤون الإدارية والقانونية/ الأستاذ الدكتور عمر العطين، وبمشاركة الأساتذة: الأستاذ الدكتور أنور الخالدي من قسم التاريخ، والأستاذ الدكتور علي الشرعة من كلية بيت الحكمة للعلوم السياسية، والأستاذ الدكتورة منتهى الحراحشة من قسم اللغة العربية وآدابها، والدكتور فتحي الشواورة من قسم التاريخ.
وأكد الأستاذ الدكتور أنور الخالدي في مداخلته ثباتَ موقف الدولة الأردنية في مراحلتها التاريخية المتعاقبة من القضية الفلسطينية، والدفاع عن ترابها ومقدساتها بالمهج والأرواح، وفي المحافل السياسية عربيا وعالميا. وأوضح في مداخلته خطورة تشكيك بعض القوميين والزعماء العرب بمواقف القيادة الهاشمية في مراحل الصراع العربي – الإسرائيلي، وأن الوثائق والحقائق التاريخية والقراءة الموضوعية تثبت بطلان هذه الادعاءات، مستعرضا الوصاية الهاشمية على المقدسات.
وأضاء الأستاذ الدكتور الشرعة الموقف السياسي الأردني من قضية فلسطين، وبيّن أثر العلاقات الدولية السياسية في تحصين القرار الأردني في حماية المقدسات، وأشاد بحكمة صانع القرار في المملكة الأردنية الهاشمية وحرص جلالة الملك عبدالله الثاني في بناء الموقف الدولي الإيجابي من العدوان على الأراضي الفلسطينية، ومتانة العلاقة بين فلسطين والأردن في النظر إليهما على أنهما شعب واحد.
وقدمت الأُستاذ الدكتورة منتهى الحراحشة تحليلا لخطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية حول غزة، تناولت فيه خطاب جلالة الملك ، وبيّنت أن خطاب جلالته تميز بشجاعة الموقف، وحس المسؤولية تجاه الوضع الحالي بالمنطقة، مشددا لهجة الخطاب جراء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان عزة، بردود أفعال عنيفة إن لم تتوقف الحرب الجائرة على غزة؛ كما نبذ العقلية الهمجية الصهيونية التي تحاول جعل غزة مكانا غير قابل للحياة، محملا غطرسة هذا الظلم الذي طال الأشقاء الفلسطينيين إلى فشل المجتمع الدولي في حقن دماء الأبرياء العزل، وعدم القدرة على ضمان حقوقهم الإنسانية. وفي خاتمة خطاب جلالته، بيّن موقفه الواضح والثابت من القضية الفلسطينية، محددًا الجهة التي يخاطبها، وهي: (كل مؤمن بالسلام وبكرامة البشر مهما كان دينهم أو عرقهم أو لغتهم) ، إذ يقول: " ونقول للعالم كله، ولكل مؤمن بالسلام وبكرامة البشر مهما كان دينهم أو عرقهم أو لغتهم، إن العالم سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية، ومعالجة المشكلة من جذورها."
وتناول الدكتور فتحي الشواورة رئيس قسم التاريخ، فلسطين في وجدان جلالة الملك عبدالله الثاني، محللا مضامين خطابات جلالته في حرب غزة، ودوره في الدفاع عن غزة وأهلها، ودعوته إلى الإيقاف الفوري للحرب، وحرص جلالته في الحفاظ على المقدسات الإسلامية في القدس، والتمسك بحق الوصاية عليها.
وفي نهاية الندوة التي حضرها الأستاذ الدكتور سعيد أبو خضر عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، والأستاذ الدكتور أيمن الطعاني نائب العميد و د نارت قاخون رئيس قسم اللغة العربية وآدابها ، والدكتور خضر السرحان، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية والطلبة، شكر عطوفة الأُستاذ الدكتور عمر العطين المشاركين والحضور، كما شكر الأستاذ الدكتور عميد الكلية عطوفة رئيس الندوة والمشاركين والحضور، وقدّم تعقيبا أبرز فيه حضور فلسطين في خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني على امتداد ربع قرن، وأنها تشغل مساحة واسعة ودورا مركزيا في وجدان جلالته وفكره، وبلغ حضور فلسطين ذروته في تعبير جلالته في خطبة العرش: "ستبقى فلسطين بوصلتنا، وتاجها القدس"، وألمح إلى البنيات الكبرى في خطابات جلالة الملك، التي تمثل مصدرا تصوريا تنبثق عنه خطابات جلالته مضمونا وتأثيرا، وأوصى بضرورة عقد ندوات تعمق تحليل خطابات جلالته، وتوجيه طلبة الدراسات العليا إلى مزيد عناية بتحليلها.