الحياة الاجتماعية في الاردن من خلال رحلة بيركهارت
ملخص: تعد كتب الرحلات التاريخية من المصادر المهمة والغنية بالمعلومات، حيث تصف جوانب مختلفة من الحياة في منطقة جغرافية محددة وفي زمن محدد. ومن بين هذه الكتب المهمة كتاب يوهان لودفيج بوركهارت "رحلات في سوريا والأرض المقدسة". فقد سجل من خلال رحلاته في جنوب سوريا تفاصيل مهمة عن الحياة في منطقة شرق الأردن في بداية القرن التاسع عشر. وألقى الضوء على فترة مهمة في تاريخ المنطقة، ونجح من خلال قوة ودقة ملاحظته في تغطية معلومات غنية عن العناصر الاجتماعية في المنطقة، بما في ذلك القيم والعادات والتقاليد وأنماط الحياة والملابس والطعام. وتأتي أهمية هذه الرحلة كمصدر حاسم للدارس لتاريخ شرق الأردن في بداية القرن التاسع عشر. بل إنها تقدم معلومات مفيدة ومتنوعة وغنية في فترة اتسمت بندرة المعلومات والمؤلفات. ومن أهم نتائج رحلة بوركهارت إعادة اكتشاف عاصمة الأنباط العربية البتراء سنة 1812م، كما توصلت الدراسة إلى أن عدداً كبيراً من المراكز الحضرية احتفظت بأسمائها.
ومن النتائج المهمة لهذه الدراسة وجود أدلة واضحة على عودة الحياة إلى العديد من المناطق المهجورة سابقاً. كما أظهرت الدراسة أن المنطقة لم تشهد أي اهتمام من العثمانيين بالتعليم والثقافة حيث لم يرد ذكر لأي مدرسة أو صحيفة في المنطقة بل ركز العثمانيون إدارياً على المنطقة الجنوبية فقط بسبب طريق الحج.