تحوّلات ماكبث: مقاربة عَصَبيّة-نَفسيّة
يهدف هذا المقال إلى دراسة تحوّل شخصية ماكبث من بطلٍ وطنيٍّ يُجسّد مجد الأمة إلى مجرمٍ يصبح مصدر شرّها وخطرها. يسعى البحث إلى تتبّع عملية التحوّل في شخصيته من بطلٍ وطنيٍّ إلى بطلٍ قَلِق، ثم بطلٍ مأزومٍ بخطئه المأساوي (hamartia)، فبطلٍ مزدوج المشاعر، فبطلٍ مضلَّل، ثم مجرمٍ، فملكٍ أرقٍ، فملكٍ ساقط، وأخيرًا ملكٍ مجرمٍ عائدٍ إلى الخطيئة. يمرّ ماكبث أثناء هذه التحوّلات بسلسلة من الاضطرابات العصبية-النفسية والتحليليّة-النفسيّة، تشمل القلق واليأس والشعور بالذنب والرعب والأرق وإحساس الفقدان. تبدأ رحلة ماكبث بانتصاره على المتمرّد ماكدونوولد وأتباعه، وعندما يقطع رأس زعيم المتمرّدين ويعلّقه عند بوابة المعسكر، يعلن نهاية الصراع مع الثوّار إعلانًا ظافرًا. في هذه اللحظة ينال ماكبث لقب ?بطل الأمة?، فيحظى بإعجاب الملك وتقدير الشعب وشكره. غير أنّ النظام والاستقرار لا يعودان إلى البلاد إلا عندما يقطع ماكدف رأس ماكبث ويعلّقه عند مدخل معسكر القوات الاسكتلندية القادمة من إنجلترا، إذ يكون ماكبث خلال فترة حكمه قد تحوّل إلى قوّة شرّ ومصدر فوضى. إنّ قصة تحوّل ماكبث تتجلّى بين عمليّتي قطع الرأس، وبين هذين الحدثين يمرّ بعدّة مراحل من التطوّر سيتم تناولها في النقاش اللاحق.
سنة النشـــر
2024