محاضرة علمية بعنوان الحياد الإيجابي في السياسة الخارجيّة العمانيّة
بتنظيم من مركز البحوث والدراسات العُمانية في جامعة آل البيت وبالتعاون مع منتدى الفكر العربي وبحضور سفير سلطنة عُمان في المملكة عقد المركز محاضر علمية بعنوان الحياد الإيجابي في السياسة الخارجيّة العمانيّة، في مقر المنتدى في العاصمة عمان.
حيث أوضح الدكتور الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي أن سلطنة عُمان تتبنى سياسة الحياد الإيجابي منذ القدم، وأنها تملك تجربةً تاريخيةً طويلةً ممتدة في هذا الجانب، مبينًا أن معنى الحياد الذي تنتهجه عُمان لا يعني أن تستنكف الدولة
بسلبية على شؤونها الداخلية فقط، بل يكون من خلال مساعدتها لدول الجوار دون تدخل في شؤونها الداخلية، أو الانحياز إلى أي طرف في النزاعات الإقليمية، الأمر الذي يؤدي إلى المساعد في الحد من الصراعات والإسهام في فض النزعات.
وبين د.الفقيه خلال حديثه أن المواقف المستقلة والحيادية الإيجابية لعُمان وعلى الرغم من تصاعد التوترات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، يضعها أمام العديد من التحديات الداخلية والخارجية، وخصوصًا من الدول التي تسعى لبسط نفوذها الإقليمي، وتعتبر أي موقف حيادي تهديدًا لاستراتيجياته.
وأشار د.الفقيه في مستهل حديثه إلى الإمبراطورية العُمانية، مبينًا أنها امتدت عبر التاريخ من سواحل إفريقيا وحتى سواحل الهند، وإلى دور العُمانيين في إثراء اللغة والأدب السواحلي في شرق أفريقيا ودول البحيرات العظمى، الأمر الذي يؤكد قدرة الإنسان العُماني على التواصل الحضاري مع مختلف الشعوب وتكوين العلاقات التجارية والاجتماعية والسياسية، مؤكدًا أن هذا الانتشار والتأثير الكبير للإمبراطورية العُمانية عبر التاريخ لم يكن انتشارًا أو تأثيرًا بالقوة؛ بل كان معينًا وليس مانعًا لتقدم الدول.
وتحدث د.الفقيه حول السياسة الخارجيّة لسلطنة عُمان وتعاملها مع الأزمات، مبينًا دورها في حلّ العديد من القضايا الإقليمية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، فقد أسهمت في تقليل التوتر وعقد مباحثات سلام بين أطراف النزاع في اليمن، ودورها الكبير في الملف الإيراني، والقضية الفلسطينية مما يجعلها وسيطًا محتملاً في النزاعات بين الدول في الإقليم وخارجه.
وخلال تقديمه للمحاضر تحدث د.محمد القطاطشة عضو مجلس النواب السابق وأستاذ العوم السياسية في الجامعة الأردنية عن تغير المنظومة السياسة الدولية، وأن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط وخصوصًا في فلسطين يؤثر بشكل كبير على سلوكيات الدول في المنطقة وسياساتها الداخلية، إذ أصبحت هذه الأحداث جزءًا من سياسات تعامل الدول الكبرى مع دول المنطقة.
وأشار د.القطاطشة إلى الدور الدول العربية في حل النزاعات من خلال الاتفاقيات السلام الموقعة، ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار، مبينًا الدور العُماني الإيجابي والفاعل والمهم في السعي لإيجاد حل للأزمات في الإقليم، بالتنسيق مع الأطراف الأممية والإقليمية والدولية ذات الصلة من أجل الوصول إلى حل سياسي سلمي وشامل.
وفي نهاية الندوة جرى نقاش موسع حول الموضوع.
وقد حضر الندوة السفير اليمني وعدد الشخصيات الأكاديمية والسياسية.