نصير يرعى اليوم العلمي لكلية الشريعة في آل البيت
ندوباً عن رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور أسامة نصير، رعى نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية والهندسية، الأستاذ الدكتور أحمد العلاونة، اليوم العلمي لكلية الشريعة، والذي جاء بعنوان "مكانة الأردن في الإسلام والحضارة الإسلامية"، بمشاركة عدد من المختصين وحضور عدد من المهتمين وأعضاء هيئة التدريس والطلبة، وذلك في مدرج الأمير الحسن بن طلال بكلية الهندسة.
وفي كلمته، أوضح عميد كلية الشريعة، الأستاذ الدكتور أنس أبو عطا، أن جامعة آل البيت، بما تحمله من تاريخ عريق ورسالة عالمية، تعتز بإقامة مثل هذه الفعاليات العلمية، مؤكداً أن هذا اليوم يعبر عن تجذير وتأصيل حبنا واعتزازنا وانتمائنا لهذا الوطن. كما أشار إلى أهمية الحديث عن الانتماء للأرض والوطن ومكانة الأردن في الحضارات الإنسانية، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم في مدح الشام وأهلها، وقوله تعالى في محكم التنزيل: "وَبَارَكْنَا حَوْلَهُ"، معتبراً أن الأردن جزء أصيل من هذا الامتداد المبارك، حيث يجمع بين الإرث الديني والحضاري الممتد من عدن إلى البلقاء.
وتحدث أبو عطا عن العمق التاريخي للأردن في الحضارة الإسلامية، مشيراً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى هذه البلاد في أحاديثه، ومذكراً بالأسماء التاريخية من صحابة رسول الله الذين مروا بالأردن خلال مسيرتهم الدعوية.
وفي كلمته، تناول الدكتور نوح الفقير المواقع التاريخية والإسلامية في الأردن، بدءاً من شماله إلى جنوبه، مبيناً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر ببعضها خلال رحلته إلى الشام. كما استعرض الفقير كيف دخل الإسلام إلى الأردن، وأماكن ولادة الصحابة ودفنهم، مشيراً إلى مواقع أضرحتهم ومقاماتهم، وإلى المدارس العلمية التي سُمّيت بأسمائهم. كما أشار إلى العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بمدن وقرى الأردن، مبيناً مسيرتهم العلمية والدعوية. وختم الفقير حديثه بالتأكيد على ضرورة مضاعفة الجهود العلمية والشرعية لاستكشاف المزيد عن هذه الحضارة العريقة.
من جانبه، تحدث الدكتور يوشع العمري، مدير الشؤون الفنية في متحف الأردن، عن مساهمة الأردن والأردنيين في الحضارة الإنسانية عبر التاريخ. وقدم شرحاً حول اكتشاف موقع عين غزال في عمان، والذي يُعد شاهداً على تطور المجتمع الأردني وثرائه في إنتاج المواد الطبيعية والتماثيل، مؤكداً أن الأردن كان وما زال مجتمعاً متطوراً قادراً على تحقيق إنجازات حضارية تفوق العديد من مراكز الحضارات الأخرى.
كما تحدث العمري عن المغطس، والبحر الميت، والكنائس المسيحية، والأضرحة، وأهم أماكن تجمع المياه التي مر بها الصحابة والأمم السابقة. وتطرق إلى وصف مادي لبعض الكنوز الأثرية والمواقع التاريخية التي تزخر بها المملكة، مشيراً إلى الامتداد التاريخي للأردن عبر أكثر من عشرة آلاف عام. كما استعرض مظاهر استقرار الإنسان في البادية الشمالية الشرقية، وتطوّر الشعائر الدينية، واستخدام النار، وصناعة الخبز، وقدم وصفاً لتاريخ قبائل شرق الأردن في القرن السادس عشر الميلادي، متحدثاً عن الأدوات المستخدمة في إنتاج الحجر والسكر. وختم العمري حديثه بالتأكيد على أن "جذورنا العميقة في التاريخ هي ما يحمي أرضنا اليوم".
وفي ختام اليوم العلمي، قدّم الأستاذ الدكتور أنس أبو عطا، مندوباً عن رئيس الجامعة، درع الجامعة للضيفين الكريمين تكريماً لمشاركتهما في هذا اليوم العلمي.