لليوم الثاني على التوالي واصل المشاركون في أعمال المؤتمر العلمي الدولي الخامس عشر "التُّراث السِّياسي عند العُمانيِّين بين التَّنظير والتَّطبيق" الذي نظمته جامعة آل البيت ممثلة في وحدة الدراسات العمانية بالتعاون مع مكتب الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عُمان بمشاركة عددٍ من العلماء والباحثين من عدد من الدول العربية والأجنبية.

واستعرض المشاركون في المؤتمر على مدار يومين ضمن تسع جلسات عدد من الأوراق العلمية في جو علمي فريد، ساد فيه أدب الحوار وحسن النقاش، وقدم فيه المشاركون صفوة رؤاهم وأفكارهم حول محاور المؤتمر العلمية والتي تناولت قضايا التراث السِّياسي عند العُمانيِّين بين التَّنظير والتَّطبيق من خلال إبراز المكانة التاريخية والحضارية العمانية.

وتناوب على رئاسة الجلسات في اليوم الثاني الأستاذ الدكتور محمد الدروبي وتحدث فيها الباحثين عن السياسة الشرعية والفكر السياسي والمصادر العُمانية في السياسة الشرعية وفي الجلسة السادسة التي ترأسها الأستاذ الدكتور إبراهيم بحّاز من جامعة الغفران بالجزائر قدم الباحثون مناقشات علمية حول السياسة الخارجية العمانية والمعاهدات العمانية والعلاقات السياسية الدولية وفي الجلسة السابعة التي أدارها الأستاذ الدكتور أنور الخالدي من قسم التاريخ بالجامعة وناقشت القيم السياسية والحضارية وأثرها ومستخلصاتها ضمن قراءات تحليلية.

وجاءت الجلسة الثامنة التي ترأستها الدكتورة منتهى الحراحشة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة تم تقديم ثلاث مداخلات علمية تناولت موضوعات متنوعة حول علاقة الدين باللغة واهتمام المستشرقين بالسير الإباضية والإمامة والمذهب الإباضي والعلاقة ما بين الدين والسياسة في سلطنة عمان كدراسة تحليلية واهتمام المستشرقين الجدد بالسير الإباضية والرؤى الاستشراقية للدولة اليعربية .

أما الجلسة التاسعة والتي ترأسها الدكتور عبد الله الهاشمي من جامعة السلطان قابوس بسلطنة عُمان واستعرضت فيها ثلاث ابحاث فقد تناولت قضايا أدبية ولغوية تتعلق بالتراث السياسي العُماني في بعض النصوص في المؤلفات والوثائق العُمانية.

وفي الجلسة الختامية للمؤتمر التي رعاها مندوباً عن رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عمر العطين أوصى المؤتمر برفع برقية اعتزاز وفخر باسم المشاركين بالمؤتمر الى مقامي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وشقيقه جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان حفظهما الله، حيث أوصى المشاركون بتأكيد عراقة التجربة السياسية العمانية وأصالتها وضرورة تعميمها وإبرازها في المحافل الدولية، وجمع الوثائق السياسية العُمانية السابقة، وترجمة الوثائق المتعلقة بها في الأرشيف العالمي ، وتصنيفها، وإتاحتها للمهتمين، كما أوصى المشاركون باستحضار الخبرات الإنسانية المتراكمة في التراث السياسي العماني، والقيم والمبادئ الأصيلة المنبثقة منها، والاستناد إليها في بناء رؤية استراتيجية تستشرف المستقبل، وتسهل طريق الوصول إليه.

وفي الختام قام مندوب رئيس الجامعة الدكتور العطين بتوزيع الشهادات على الباحثين والمشاركين كما قام بتكريم الفائزين بمسابقة البحوث العٌمانية.